ثم ملك ربيعة بن مرثد بن عبد كاليل، وكان عاقلاً حسن التدبير، وكان ملكه سبعاً وثلاثين سنة.
ثم ملك حسان بن عمرو بن تبع - وهو الذي أتاه خالد بن جعفر بن كلاب في اسارى قومه فأطلقهم - وكان ملكه خمساً وثلاثين سنة.
ثم ولي أبرهة بن الصباح - وكان عالماً جواداً - وكان يعلم أن الملك في بني نضر بن كنانة، فكان يكرم معداً، وكان ملكه ثلاثاً وسبعين سنة.
ثم ملك بعده رجل ليس من أهل الملك ولكنه من أبناء المقاول يقال له (لخيعة بن ينوف) فقتل خيارهم وعبث ببيوت أهل الملك منهم - وكان رجلاً فاسقاً يعمل عمل قوم لوط، وكان يرسل إلى الغلام من ابناء الملوك فيقع عليه في مشربة قد صنعها لذلك - ثم يطلع من مشربته تلك إلى حرسه ومن حضر من جنده - وقد أخذ مسواكاً جعله في فمه ليعلمهم إنه قد فرغ - ولم يزل كذلك حتى بلغ إلى زرعه ذي نواس بن تبان أسعد أخي حسان - وكان صبياً صغيراً - حين قتل حسان، ثم شب غلاماً جميلاً،