المدينة وهلاك أهلها فقالا له: أيها الملك لا تفعل فإن كان أبيت إلا ما تريد حيل بينك وبين ما تريد ولم تأمن من العقوبة، قال لهما: ولم ذلك فقالا له: لأنه حرم مهاجرة نبي يخرج من هذا الحرم من قريش في آخر الزمان يكون داره وقراره فأعجبه ما سمع منهما ورأى أن لهما علماً فبنى المدينة وانصرف عنها واتبعهما، وهذا الحي من الأنصار يزعمون إنما كان حنق تبع على اليهود وإنما كان مراد تبع هلاك اليهود فمنعه الحبران من ذلك وكان أصحابه أصحاب أوثان يعبدونها. فتوجه إلى مكة وطريقه إلى اليمن حتى إذا كان بين عسفان وأمج آتاه نفر من هذيل فقالوا له: أيها الملك ندلك على بيت مال دائر فيه اللؤلؤ واذهب والفضة، قال لهم: بلى. قالوا له: هو بيت بمكة يعبده أهله ويصلون عنده وإنما أراد الهذليون بهذا هلاكه لما عرفوا من هلاك كل من أراد مكة من الملوك بسوء فأرسل إلى الحبرين فسألهما عن ذلك؟ فقالا: ما أراد القوم
إلا هلاكك وهلاك جندك، أوما علمت أن لله تعالى بيتاً في الأرض اتخذه لنفسه ولئن أنت فعلت ما أمروك به لتهلكن وليهلكن جميع من معك. قال: فما تريان؟ إني اصنع قالا له: اصنع عنده ما يصنع أهله وتطوف به وتعظمه وتكرمه وتحلق رأسك عنده وتتذلل له حتى تخرج من عنده. قال: فما يمنعكما أنتما من ذلك؟ فقالا له: أما إنه لبيت أبينا إبراهيم الخليل وأنه لكما أخبرناك به وإن أهله حالوا بيننا وبينه بالأوثان التي نصبوها حوله والدماء التي يهرقون عنده فعرف صدق حديثهما وقرن النفر الهذليين وقطع أيديهم وأرجلهم، ثم ثم مضى حتى قدم مكة فطاف بالبيت ونحر عنده وحلق رأسه وأقام بمكة سبعة أيام ينحر للناس ويطعم أهلها ويسقيهم العسل. ورأى في المنام أن يكسو البيت فكساه الحصف وهو حصير من السعف. ثم رأى