هل يجور الخطاب ليث عرين ... ولنار الخطوب فيه وقود
إن خير العشير من جمع الشم ... ل وعاد بما تساد الصيد
ويك أمر الإله في كل حين ... وقضاء بكل يوم جديد
أين طسم ورائس وجديس ... ثم عاد من قبلها وثمود
لم أبيت الرشاد من سلم عبس ... وآتانا من دون ذاك الوعيد
أنت أوعدت للحروب وعيدا ... ذاك وعد يأتي بك الموعود
ما عاقك العشار عن السل ... م وطعم الحروب مر شديد
صدك البخل عن حريمك حتى ... جئت بالشؤم والبخيل صدود
هل تخوفت ما مضى من سؤال ... وزمان الردى عليك يعود
إن من عضت الكلاب عصاه ... ثم أثرى حقيق ألا يجود
فجعل بنو عبس وبنو أمرهم أبي حكم الربيع بن ضبع. فقام الربيع بعكاظ بين عبس وذبيان خطيباً فقال: أيها الناس أصاب الاياس وأخطأ القياس، وبين الحق والباطل التباس أيها الناس من عبر غير وكل عثار جبار وكل فائت مطول: يا بني ذبيان الخير والشر على اللسان والنجاة في البيان. يا بني ذبيان: داروا الحروب فإنها تذل، يا بني ذبيان: طلب الثأر ضالة الأشرار ومزالق الأعمار وهلاك الأخيار، أخوكم عبس عدوكم أمس فطلاب أمس الذاهب هلاك غد المقبل هلا سألتم عن الأحقاد طسم وجديس وعاد. اعلموا أن كل ذاكر لناس وكل مقيم ظاعن وكل ثابت زائل وبين الأموات موت الأحياء والسرعة إلى الآجل ذهاب العاجل والذل غنيمة الظالم وقال:
على حرج يا عبس أضحى أخوكم ... وبت على أمر بغير جناح
حذار حروب الأقربين وانه ... ليأتي افتلاتاً وجه كل صباح