أبو بكر المروذي: قيل لأبي عبد الله: بما بلغ الذين بلغوا حتى ذُكروا؟ قال: بالصدق. قال: وإيش الصدق؟ قال: الإخلاص. قال: وإيش الإخلاص؟ قال: أن يخاف اللهَ العبدُ (?).
وقال عبد المؤمن -يعني ابن محمد الفرعاني-: وجدت في كتاب سعيد بن الليث السمرقندي قال: جاء رجل إلى أحمد بن حنبل، فقال: بما يُذكر الصالحون؟ قال: بالصبر والرضا (?).
وقد حدثنا أبو محمد الخلال (?) بإسناده حديثًا في هذا المعنى عن ابن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا بن مسعود، إن الإسلام علامةٌ، وعلامة الإسلام الإيمان، وعلامة الإيمان اليقين، وعلامة اليقين الإخلاص، وعلامة الإخلاص الورع، وعلامة الورع الزهد في الدنيا. من تمسك بالورع والزهد في الدنيا يرى كل درجة رفيعة، ومن تخلَّى منهما لقيني يوم القيامة على غير ملتي، فتمسكوا بالورع والزهد في الدنيا فبهما بعثتُ وبهما أُرسلتُ" (?).
قال المروذي: سمعت أبا عبد الله يقول: الصبر في كتاب الله ثمانون موضعًا محمود، وموضعان مذموم: {سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ} [إبراهيم: 21 {أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ} [ص: 6] (?).