الحري (?). فقال أبو عبد الله: (علامة المريد قطيعة كل خليط لا يريد ما يريد) (?).
قوله: (قطيعة كل خليطٍ). يقطعه عن الله -عَزَّ وَجَلَّ-، لا يريد ما يريده الخليطُ، وذلك لقوله تعالى: {فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} [يونس: 89]. وقال تعالى: {وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ} [الأعراف: 142].
وكيف يستقيم على سنن الطريق من يتبع طريق الجاهلين. وفي الخبر عن الله تعالى: "يا موسى، كن يقظانا وأجد لنفسك أخدانًا، وكل خدن لك وصاحب لا يؤازرك على طاعتي فانبد عنك صحبته، إنَّما كان عدوًّا" (?).
وقد ذكر أبو طالب المكي (?) في جملة قوت القلوب فقال (?): "يحتاج المريد إلى سبع خصال؛ أربعة قواعد، وثلاثة أعلام، والقواعد الأربعة: الجوع، والسهر، والصمت، والخلوة. والأعلام الثلاثة: المعرفة بالطريق، والخشية، وطاعة الدليل".
أما الأربعة القواعد التي هي: الجوع، والسهر، والصمت، والخلوة؛ فهي: