ما أقدر أن أقول توكلت على الله (?).
وهذا منهما يدل على حقيقة التوكل (?).
والدلالة على صحة التوكل مع التعلق بالأسباب قوله تعالى: {فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ} [الملك: 15]. وقوله: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللهِ} [الجمعة: 10]. وقوله تعالى: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ} [البقرة: 198].
وهذا كله يدل على الحث على الأسباب، فلو كان ذلك قادحًا في التوكل لم
يحث عليه (?).
وكذلك قوله تعالى: {لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ} [النساء: 29].
ويدل عليه ما روت عائشة رضوان الله عليها وعلى أبيها عن النبي - صلى الله عليه وسلم - يقال: "أطيبُ ما أكل الرجلُ من كسبه". ورُوي: "أفضلُ ما كل الرجلُ من كسبه" (?). وروى أبو هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "كان داود - عليه السلام - يأكل من عمل يده" (?). ورُوي