البعث: أصله إثارة الشيء وتوجيهه ويختلف بحسب اختلاف ما علق به، فبعثت البعير أثرته وسيرته، وقوله تعالى: {وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّه} 1 أي يخرجهم ويسيرهم إلى القيامة. فالبعث ضربان: أحدهما إيجاد الأعيان والأجناس والأنواع عن ليس2، ويختص به الباري سبحانه وتعالى. والثاني إحياء الموتى وقد خص الله به بعض أصفيائه كعيسى عليه الصلاة والسلام ومنه {هَذَا يَوْمُ الْبَعْث} 3 أي يوم الحشر وقوله {فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا} 4 أي قيضه، وقوله {كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ} 5 أي توجههم ومضيهم.
البعد: امتداد قائم بالجسم أو بنفسه عند القائلين بالخلاء كأفلاطون. والبعد ضد القرب وليس لهما حد محدود وإنما ذلك بحسب الاعتبار، يقال ذلك في المحسوس وهو الأكثر وفي المعقول نحو {ضَلُّوا ضَلَالًا بَعِيدًا} 6، والبعد أكثر ما يقال في الهلاك نحو {كَمَا بَعِدَتْ ثَمُود} 7.
البعض: من الشيء، طائفة منه. وبعضهم8 قال: جزء منه، ويجوز كونه أعظم من بقيته كالثمانية تكون جزءا من عشرة. والبعوض لفظه من بعض لصغر جسمه بالإضافة لسائر الحيوان.
البعل: الرجل المتهيء لنكاح الأنثى المتأتي له ذلك، يقال على الزوج والسيد، ذكره الحرالي. وقال الراغب9: الذكر من الزوجين، ولما تصور من الرجل استعلاء على المرأة فجعل سائسها والقائم عليها شبه كل مستعل على غيره به فسمي باسمه، فسمى العرب معبودهم الذي يتقربون به إلى الله تعالى بعلا لاعتقادهم ذلك فيه، ومنه {أَتَدْعُونَ بَعْلًا} 10. وقيل لفحل النخل بعل تشبيها بالبعل من الرجال، ولما عظم حتى شرب بعروقه واستغنى عن السقي بعل لاستعلائه، ولما كانت وطأة العالي على المستولى عليه ثقيلة في النفس قيل أصبح فلان بعل على أهله أي ثقيلا لعلوه عليهم. وبني من لفظ البعل المباعلة والبعال كناية عن الجماع. وقد يقال للمرأة "بعل" إذا استعلت على الرجال.