24 - باب إِمَاطَةِ الأَذَى

وَقَالَ هَمَّامٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "يُمِيطُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ". [انظر: 2707 - فتح 5/ 114]

وهذا الحديث أسنده في باب: من أخذ بالركاب (?) وغيره. وأورده

ابن بطال من قول أبي هريرة، ثم قال: ليس هو من رأيه؛ لأن الفضائل لا تدرك بقياس، وإنما تؤخذ توقيفًا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: وقد أسند مالك معناه من حديث أبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "بينما رجل يمشي إذ وجد غصن شوك على الطريق فأخره، فشكر الله له فغفر له" (?).

وهذا عجيب منه، فالذي وجدناه في الأصول رفعه كما ذكرناه، ثم عزوه ما ذكره من طريق مالك هو في البخاري من هذا الوجه بعد وترجم عليه باب: من أخذ الغصن كما سيأتي (?).

ثم قال: فإن قلت: كيف تكون إماطة الأذى عن الطريق صدقة؟

قيل: معنى الصدقة إيصال النفع إلى المتصدق عليه، فأما إماطة الأذى عن الطريق فقد تسببت إلى سلامة أخيه المسلم من ذلك الأذى، فكأنه قد تصدق عليه بالسلامة منه، فكان له على ذلك أجر الصدقة وهذا كما جعل الإمساك عن الشر صدقة على نفسه، وإماطة الأذى وكل ما أشبهه حث على الاستكثار من الخير، وأن لا يُستقل منه شيء. وقد قال - عليه السلام - لأبي تميمة الهُجَيْمي:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015