(من) (?) آمن بنبيه ونبينا واتبعه وصدق به.
التاسعة عشرة: البيان الواضح أن صدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعلاماته كان معلومًا (لأهل) (?) الكتاب علمًا قطعيًا، وإنما تَرَكَ الإيمان من تركه منهم عنادًا وحسدًا وخوفًا على فوات مناصبهم في الدنيا.
العشرون: أن من كان سببًا لضلالةٍ أو مَنْع هداية كان آثمًا لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "فإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين" وفي هذا المعنى قوله تعالى: {وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ} [العنكبوت: 13].
تتمات:
الأولى: فيه أيضا أن الكذب مهجور وعيب في كل أمة.
الثانية: أن العدو لا يؤمن أن يكذب على عدوه وقد سلف.
الثالثة: أن الرسل لا ترسل إلا من أكرم الأنساب؛ لأن من شَرُفَ نسبه كان أبعد له من الانتحال لغير الحق، ومثله الخليفة ينبغي أن يكون من أشرف قومه.
الرابعة: أن الإمام وكل من حاول مطلبًا عظيمًا إذا لم يتأس بأحد يقدمه من أهله ولا طلب رئاسة سلفه، كان أبعد للظنة وأبرأ للساحة.
الخامسة: أن من أخبر بحديث وهو معروف بالصدق قُبل منه بخلاف ضده.
خاتمة: لا عتب على البخاري في إدخاله أحاديث أهل الكتاب في "صحيحه" كهرقل وغيره ولا في ذكر قوله: (وَكَانَ حَزَّاءً يَنْظُرُ فِي النُّجُومِ)؛ لأنه إنما أخبر أنه كان في الإنجيل ذكر محمد - صلى الله عليه وسلم - وكان من