ليكون أرفع لدرجته، ولقد كان يخرج فيلقى أبا بكر فيقول: "ما أخرجك" فيقول: الجوع. قَالَ: "وأنا أخرجني" (?).
فكان هذا ابتلاء من الرب جل جلاله لجلالة قدره عنده. وقد قَالَ موسى كليمه: {رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ} [القصص: 24] والخير كسرة من شعير اشتاقها واشتهاها.
وفائدة ذَلِكَ من وجهين:
أحدهما: تعليم الخَلْق الصبر فكأنه قَالَ: أنا أكرم الخلق عَلَى الله وهذا حالي، فإذا ابتليتم أنتم فاصبروا.
ثانيهما؛ إعلام الناس أن البلاء يليق بالأخيار؛ ليفرح المبتلى.
وفيه: رد عَلَى زفر والأوزاعي أن الرهن ممنوع في السلم.