ولا تلك الروضة، فصح أن قوله: "من الجنة" إنما هو لفضلها، وأن الصلاة فيها تؤدي إلى الجنة، وأن تلك الأنهار لبركتها أضيفت إلى الجنة كما تقول في اليوم الطيب: هذا من أيام الجنة. وكما قيل في
الضأن: إنها من دواب الجنة.
قلت: قد أخرجه ابن ماجه من طريق ابن عمر، والبزار من طريق جابر: "أحنوا إلى المعز فإنها من دواب الجنة" (?) ومن طريق أم هانئ في "الأوسط" نحوه، وكما قال - صلى الله عليه وسلم -: "الجنة تحت ظلال السيوف" (?) فهذا في أرض الكفر بلا شك، وليس في هذا فضل لها على مكة، ثم لو صح
ما ادعوه لما كان الفضل إلا لتلك الروضة خاصة لا لسائر المدينة (?)،