يقال: حزنه وأحزنه لغتان فصيحتان قرئ بهما في السبع. قَالَ اليزيدي (?): أحزنه لغة تميم، وحزنه لغة قريش، قَالَ تعالى: {لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ} [الأنبياء: 103] من حزن، وقال: {لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ} [يوسف: 13] من أحزن عَلَى قراءة من قرأ بضم الياء وهو الحزن (?)، والحزن وهو خلاف السرور يقال: حزن -بالكسر- يحزن حزنا إِذَا اغتم وحزنه غيره وأحزنه، مثل شكله وأشكله، وحكي عن أبي عمرو أنه قَالَ: إِذَا جاء الحزن في موضع نصب فتحت الحاء، وإذا جاء في موضع رفع وجر ضممت، وقرأ: {وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ} [يوسف: 84]، وقال: {تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا} [التوبة: 92].

قال الخطابي: وأكثر الناس لا يفرقون بين الهم والحزن، وهما عَلَى اختلافهما يتقاربان في المعنى، إلا أن الحزن إنما يكون عَلَى أمر قَدْ وقع، والهم إنما هو فيما يتوقع ولا يكون بعد (?)، وقولها: (أبدًا). هو منصوب عَلَى الظرف.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015