6 - باب الرِّيَاءِ فِي الصَّدَقَةِ

لِقَوْلِهِ جل وعز: {لاَ تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالمَنِّ وَالأَذَى} إِلَى قَوْلِهِ {وَاللهُ لَا يَهْدِي القَوْمَ الكَافِرِينَ}. وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: {صَلْدًا}:لَيْسَ عَلَيْهِ شَيْءٌ. وَقَالَ عِكْرِمَةُ: {وَابِلٌ} مَطَرٌ شَدِيدٌ، وَالطَّلُّ: النَّدَى. [فتح 3/ 277]

الشرح:

قوله: {بِالمَنِّ} أي: لا تمنوا بما أعطيتم {وَالأَذَى} أن يوبخ المعطى. فهذان يبطلان الصدقة، كما تبطل نفقة المنافق الذي يعطي رياء ليوهم أنه مؤمن، وروى الطبري عن عمرو بن حريث قَالَ: إن الرجل يغزو ولا يزني ولا يسرق ولا يغل، لا يرجع بالكفاف. فقيل له: لماذا؟ قَالَ: إن الرجل ليخرج، فإذا أصابه من بلاءً الله الذي قد حكم عليه سب ولعن إمامه ولعن ساعة غزا، وقال: لا أعود لغزوة معه أبدًا. فهذا عليه وليس له مثل النفقة في سبيل الله يتبعها منٌ وأذى، فقد ضرب الله مثلها في القرآن: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ} [البقرة: 264] حَتَّى ختم الآية (?).

وقوله: {فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ} [البقرة: 264] أي: فمثل نفقته كمثل صفوان، وهو الحجر الأملس. وحكى قطرب: صفوان- بكسر الصاد، والمعنى: لم يقدروا على كسبهم وقت حاجتهم ومحق مما ذهب كما محق المطر التراب عن الصفا، ولم يوافق في الصفا منبتا.

وما ذكره عن ابن عباس في تفسير {فَتَرَكَهُ صَلْدًا} [البقرة: 264] أخرجه ابن جرير عن محمد بن سعد حَدَّثَني أبي قَالَ: حَدَّثَني عمي قَالَ:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015