ثانيها: أنه كان دون البلوغ، وهو ما اختاره عياض، فلم تجر عليه الحدود (?).

ثالثها: أنه كان في أيام المهادنة مع اليهود. جزم به الخطابي (?).

وقوله - عليه السلام - له: ("خُلِّطَ عَلَيْكَ الأَمْرُ") أي: خلط عليه شيطانه ما يلقي إليه من السمع مع ما يكذب إلى ذلك.

وقوله: "إِنِّي قَدْ خَبَأْتُ لَكَ خَبِئًا" فقال ابن صياد: هو الدُّخ. خبأت مهموز وخبأ بباء موحدة. وفي بعض النسخ "خَبِيئًا" بزيادة ياء مثناة تحت، وهو ما في مسلم (?). وكلاهما صحيح بمعنى: الشيء الغائب المستور.

واختلف في هذا المخبأ ما هو؟ فقال الأكثرون كما حكاه القرطبي: إنه أضمر له في نفسه {يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ} [الدخان: 10] (?)، قَالَ ابن التين: وهو ما عليه أهل اللغة. وقال الداودي: كان في يده سورة الدخان مكتوبة فلما قَالَ: الدُّخ. وأصاب بعضًا قَالَ له؟ "اخْسَأْ".

والدَّخُّ بفتح الدال وضمها، والمشهور في كتب اللغة والحديث كما ذكره النووي الضم فقط (?)، ولا يقدح في ذلك اقتصار ابن سيده وغيره على الفتح (?)، وقد اقتصر على الضم الجوهري (?).

وقال القرطبي: وجدته ساكن الخاء مصححًا عليه، وكأنه الوقف.

قَالَ: وأما في الشعر:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015