حقيقته، وعاد ملك الموت إلى حقيقة خلقه الروحاني كما كان ولم ينقص منه شيء (?)، وذكر ابن عقيل أنه يجوز أن يكون موسى أُذن له في ذلك الفعل بالملك، وابتلي الملك بالصبر عليه كما جرى له مع الخضر.
وفي قوله: "يَضَعُ يَدَهُ عَلَى مَتْنِ ثَوْرٍ، فَلَهُ بِكُلِّ مَا غَطَّتْ يَدُهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ سَنَةٌ" دلالة أن الدنيا بقي منها كثير، وإن كان قد ذهب أكثرها؛ لأنه لم يكن ليعده ما لا تبقى الدنيا إليه، وقيل: فيه الزيادة في العمر مثل الحديث الآخر "مَنْ سرَّه أنْ يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه" (?) وهو يؤيد قول من قَالَ في قوله تعالى: {وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ} [فاطر:11] الآية أنه زيادة ونقص في الحقيقة.
وقوله: "ثم ماذا؟ " وفي رواية: "ثم مَه؟ " وهي ما الاستفهامية، لما وقف عليها زاد هاء السكت.
وقوله: "قَالَ: فالآن" هو ظرف زمان غير متمكن، وهو اسم لزمان الحال، وهو الزمان الفاصل بين الماضي والمستقبل، وهو يدل على أن موسى لما خيره الله تعالى اختار الموت؛ شوقًا إلى لقاء ربه تعالى، كما خير نبينا - صلى الله عليه وسلم - فقال: "الرفيق الأعلى" (?).
وقوله: "أَنْ يُدْنِيَهُ مِنَ الأَرْضِ المُقَدَّسَةِ" هي بيت المقدس، وكان