ثالثها:
قوله: ("أتاه ملكان") هما منكر ونكير كما سلف.
وقوله: "فيراهما جميعًا" يعني: الجنة والنار، وقوله: ("وأما الكافر، أو المنافق") الذي يدل عليه الحديث أنه المنافق؛ لأنه يقر بلسانه ولا يصدق بقلبه، فيقول: "لا أدري كنت أقول ما يقول الناس". والكافر لم يكن يقول ذلك.
رابعها:
قوله: ("فيقال له: لا دريت") قَالَ الداودي: أي: لا وقفت على مقامك هذا، ولا في البعث: ("ولا تليت"): قَالَ: أي: لا تَبِعتَ الحق.
وقال غيره: وقع هنا: "تليت" على وزن فعلت، والصواب: لا أتليت. على وزن (أفعلت) (?). من قولك: ما ألوت. أي: ما استطعت، يريد: لا دريت ولا استطعتَ أن تدري (?). قاله الأصمعي.
وقال الفراء: لا دريتَ ولا ائتليتَ. أي: ولا قصرت في طلب الدراية ثم لا تدري؛ ليكون ذلك أشقى لك. قَالَ: وهو افتعلت، من ألوت في الشيء إذا قصرت فيه.
قَالَ القزاز: وقيل: الرواية: لا دريت ولا أتليت. من الإتلاء، أي: لا أتلت إبلك. أي: ولا ولدت أولادًا تتلوها. قال ابن سراج: وهذا بعيد في دعاء الملكين للميت، وأي مال له؟! وقيل: لا دريت ولا أحسنت أن تتبع من يدري. وحكي: ولا تليت. بمعنى: تلوت على الاتباع لدريت، وهذا قاله القزاز في مَثَل تقوله العرب في الدعاء على الإنسان. وقول