الترمذي: كنا نتكلم خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الصلاة، يكلم الرجل منا صاحبه إلى جنبه حَتَّى نزلت: {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِين} [البقرة: 238] فأمرنا بالسكوت ونهينا عن الكلام (?).

وليس لأبي عمرو الشيباني عن زيد في "الصحيحين" غير هذا الحديث الواحد.

وعيسى في إسناده: هو ابن يونس. وذكر الترمذي عقب حديث زيد أن في الباب: عن ابن مسعود ومعاوية بن الحكم (?).

إذا تقرر ذلك: فالمصلي مناج لربه جل جلاله، فواجب عليه أن لا يقطع مناجاته بكلام مخلوق، وأن يقبل على ربه ويلتزم بالخشوع، ويعرض عما سوى ذلك، ألا ترى قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إن في الصلاة لشغلًا" وقوله تعالى: {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} والقنوت في هذِه الآية، كما قَالَ ابن بطال: الطاعة والخشوع لله تعالى (?).

ولفظ الراوي يشعر أن المراد به: السكوت؛ لقوله: (حَتَّى). التي هي للغاية، والفاء التي تشعر بتعليل ما سبق، وقيل فيها غير ذلك، والأرجح حمله على ما أشعر به كلام الراوي، فإن المشاهدين للوحي والتنزيل يعلمون سبب النزول والقرائن المحتفة به، وقول الصحابي في الآية: نزلت في كذا، يتنزل منزلة المسند.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015