قَالَ ابن العربي: وثبت أن ناسًا من المنافقين بنوا مسجدًا، وكانوا ينتمون إلى بني عمرو بن عوف، وقالوا: يا رسول الله، بنيناه لذي العلة والحاجة، والليلة المطيرة، وقصدوا الفرار به عن مسجد قباء، فاعتذر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لسفره، وأخرهم إلى قدومه (?). فلما قدم أنزل الله: {لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا} الآية. قَالَ: ولا خلاف أنهم أهل قباء. والأثر مشهور جدًّا صحيح عن جماعة لا يحصون عدًّا، فهو أولى من العمل بحديث أبي سعيد.

وبوب البخاري في باب هجرة النبي- صلى الله عليه وسلم -: أسس النبي - صلى الله عليه وسلم - في بني عمرو بن عوف المسجد الذي أسس على التقوى (?). ولا شك أن أولئك الرجال قد كانوا في مسجده - صلى الله عليه وسلم -؛ لأن مسجده كان معمورًا بالمهاجرين والأنصار، وما سواهم ممن صحبه، قاله الطحاوي (?).

قَالَ: والحديث الذي ذكره ابن العربي روي عن سعيد بن جبير، وهو منقطع لا تقاوم بمثله الأحاديث المتصلة، قَالَ: فثبت أنه مسجد المدينة لا مسجد قباء (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015