والوسيلة: القربة. وفي "صحيح مسلم" من حديث عبد الله بن عمرو "إنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت عليه الشفاعة" (?). وقيل: إنها الشفاعة، وقيل: القرب من الله تعالى، والمقام المراد به مقام الشفاعة العظمي الذي يحمده فيه الأولون والآخرون.

وقوله: مقامًا محمودًا: كذا هو بالتنكير فيهما، وهو موافق لقوله تعالى: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} [الإسراء: 79]. ووقع في "صحيح أبي حاتم بن حبان" بسند ابن خزيمة بالتعريف فيهما (?)، وكذا أخرجها البيهقي أيضًا في "سننه" وعزاها إلى البخاري (?)، ومراده: أصل الحديث كما هو معروف من عادته، وسؤال هذا المقام مع أنه موعود به؛ لشرفه وكمال منزلته، وعظم حقه، ورفيع ذكره، وقوله: "الذي وعدته"، ويجوز أن يكون بدلًا ومنصوبًا بأعني ومرفوعًا خبر مبتدأ محذوف أي: هو الذي وعدته، ومعنى "حلت له": غشيته ونالته، وله بمعنى: عليه، كما في قوله تعالى: {يَخِرُّونَ لِلأَذقاَنِ} [الإسراء: 107]

ويؤيده رواية مسلم السالفة "حلت عليه" (?)، وقيل: وجبت له. قال تعالى: {وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي} [طه: 81] من قرأه بالضم أراد: ينزل، ومن قرأه بالكسر قال: وجب (?).

ثالثها: فيه: استحباب الدعاء المذكور لكل سامع وللمؤذن أيضًا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015