والكلام عليه من أوجه:
أحدها:
هذا الحديث يأتي قريبًا بعد باب بعد هذا، وفيه: وكانوا يصلون فيما بين أن يغيب الشفق إلى ثلث الليل الأول (?). وفي باب: وضوء الصبيان أيضًا (?)، وأخرجه مسلم والنسائي من طريقين.
وفي أحدهما: "إنه لوقتها لولا أن أشق عَلَى أمتي" (?).
ثانيها:
قوله: (أعتم ليلة). يدل عَلَى أن غالب أحواله التقديم رفقًا بأمته، ورفعًا للمشقة عنهم، فإنه كان يكره ما يشق عليهم من طول الانتظار، وكان بهم رحيمًا، وأخرها في بعض الأحيان؛ لبيان الجواز أو لشغل أو لعذر. وفي بعض الأحاديث إشارة إلى ذَلِكَ كما ستعلمه.
ثالثها:
العتمة: ظلمة أول الليل. وقال الخليل: هي الثلث الأول بعد مغيب الشفق (?)، وقيل: التأخير والإبطاء (?)، فقيل: صلاة العتمة؛ لتأخرها.