وترجيعه لا الجهر المنهي عنه الجافي على السامع، كما قال تعالى لنبيه: {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ} الآية [الإسراء: 110]، كما قال تعالى في نبيه: {وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ} [الحجرات: 2].

وقوله: {أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ} [الحجرات: 2] دليل على أن رفع الصوت على المكالم بأكثر من صوته من الأذي، والأذى (حظه) (?)، ويدل على أن المقاومة لمقدار أصوات المتكلمين معافاة من الخطأ إلا في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحده، فمنع الله تعالى من مقاومته في الآية توقيرًا له وإعظامًا.

وقد أسلفنا حديث عائشة - رضي الله عنها - في طبق ترجمة القرآن.

وتأويل قوله: "أجران" فيه (?)، والله أعلم، يفسره حديث ابن مسعود - رضي الله عنه -: "من قرأ القرآن فله بكل حرف عشر حسنات" (?)، فيضاعَفُ الأجر لمن يشتد عليه حفظ القرآن، فيُعطى لكل حرف عشرين حسنة.

وأجر الماهر أضعاف هذا إلى ما لا يعلم مقداره؛ لأنه مساو للسفرة الكرام البررة؛ لأنهم ملائكة. وفي هذا تفضيل الملائكة علي بني آدم، وقد سلف ما فيه، وكذلك لم يسند البخاري قوله - عليه السلام -: "زينوا القرآن بأصواتكم" وقد أسندناه، وهو تفسير قوله: "ليس منا من لم يتغن بالقران" (?)؛ لأن تزيينه بالصوت لا يكون إلا بصوت يطرب سامعيه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015