موضع آخر: سمع اليهودي يقول ذلك فأخذته غضبة، فأدمى وجهه (?)، وقوله: "لا تخيروني على موسى"، وفي رواية أخرى: "لا تخيروا بين الأنبياء" (?) قد سلف وجه الجمع فيه.
قال الداودي: في بعض هذِه الرواية وهم، وكذلك في أكثر الروايات في هذا الحديث في هذِه الكتب لابد أن يدخلها بعض الوهم، قال: والوهم هنا في قوله: "فإن الناس يصعقون فأكون أول من يفيق" إلى: "فلا أدري أكان ممن صعق فأفاق قبلي" هذا وهم، قال: وبين ذلك في أكثر الروايات، فقال: "ينفخ في الصور فيصعق الناس، ثم ينفخ فيه أخرج فأكون أول من تنشق عنه الأرض، فإذا موسي آخذ بقائمة من قوائم العرش، فلا أدري أفاق قبلي أو كان ممن استثنى الله" (?).
وفي رواية أخرى: "أو جوزي بصعقة الطور" (?).
قال: وهذا هو الصحيح؛ لأن الصعقة حينئذٍ إنما هي الموت، وإنما يموت الأحياء ليس من قد مات، فأخبر أنه أول من تنشق عنه