ويؤيد هذا التأويل حديث أبي قتادة - رضي الله عنه -: أرأيت إن قتلت صابرًا محتسبًا مقبلًا غير مدبرٍ أيكفر الله عني خطاياي؟ فقال - عليه السلام -: "نعم" ثم قال بعد أن رد عليه: "إلا الدين، كذلك قال لي جبريل" (?).
وقوله: "مع ما نال من أجر أو غنيمة" يريد: مع الذي نال منها، إن أصاب غنيمة فله أجر وغنيمة، وإن لم يصبها أوجر على كل حال، فتكون (أو) بمعنى الواو كما في قول جرير:
نال الخلافة أو كانت له قدرًا ... كما أتى ربَّه موسى على قدر
وفي الحديث: "ما من غازية تغزو في سبيل الله فيصيبون غنيمة إلا تعجلوا ثلثي أجرهم من الآخرة ويبقي لهم الثلث، فإن لم يصيبوا غنيمة تم لهم أجرهم" (?)، وطعن في هذا الحديث بعضهم فقال: رواه أبو هانئ حميد بن هانئ وليس بمشهور، ولو ثبت لكان معناه: أن يصيبوا غنيمة على غير وجهها أو يكونوا خرجوا قاصدين لها مع إرادة الجهاد، ولا يصح حمله على عمومه؛ لأن أهل بدر أفضل الغزاة وقد غنموا.
وروي أن جبريل قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما تعدون أهل بدر فيكم؟ " قال."من أفضل المسلمين -أو كلمة نحوها- قال: وكذلك من شهد