ثم اختلف أهل السنة: هل الاستواء صفة ذات أو صفة فعل؟
فمن قال: هو بمعنى علا جعله صفة ذات، وأن الله لم يزل مستويًا [بمعنى] (?)، أنه لم يزل عاليًا، ومن قال: أنه صفة فعل قال: إن الله تعالى فعل فعلًا سماه استواء على عرشه، لا أن ذلك الفعل قائم بذاته تعالى، لاستحالة قيام الحوادث به (?).
فصل:
واستدل بعضهم بهذِه الآية: على أن خلق السماء بعد الأرض، وقال تعالى: {وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا} [النازعات: 30] قال ابن عباس: خلقت الأرض ثم السماء ثم دحى الأرض (?) (أي: بسطها) (?)، وقيل: المعنى ثم أخبركم بهذا كقوله: {ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا} [البلد: 17] وقيل: (ثم) بمعنى الواو.
فصل:
وقوله {الْمَجِيدُ}: الكريم. مصداقه (قوله) (?) - عليه السلام -: "إذا قال العبد: الرحمن الرحيم قال الله تعالى: مجدني عبدي" (?). أي: ذكرني بالكرم، وقيل: المجيد: الشريف، ومنه: {وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ}: الشريف.