وقال الداودي: يعني من سمَّع بمؤمن شيئًا ليشهر به أقامه الله يوم القيامة مقامًا يسمع به. ونقل صاحب "العين": سمَّعت بالرجل إذا أذعت عنه عيبًا، والسمعة: ما سمع به من طعام أو غيره؛ ليُرى ويُسمع (?).

ومصداق هذا الحديث في القرآن: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا} [النور: 19]، وهذا التفسير يأتي في قوله: "من سمَّع الله بعمله سمَّع الله به خلقه، وحقره وصغره". وروى بعضهم "أسامع خلقه" (?) يقال: سمَّعت بالرجل تسميعًا إذا نددت به وشهرته، فمن رواه: "سامع خلقه" برفع العين أراد سمع الله الذي هو سامع خلقه، جعل (سامع) من نعت (الله) المعنى مقسمًا به، ومن رواه "أسامع خلقه" بالنصب فهو جمع أسمع يقال: سمع وأسمع وأسامع جمع الجمع، يريد: أن الله يسمع أسامع خلقه بهذا الرجل يوم القيامة، يحتمل أن يكون أراد أن الله يظهر للناس سريرته ويملأ أسماعهم بما ينطوي عليه من حديث السرائر جزاء لفعله، كما قال في موضع آخر: "ومن تتبع عورات المسلمين تتبع الله عورته حتى يفضحه" (?).

وقال ابن سِيده: فعلت ذلك (تسمعتك وتسمعه) (?) لك. أي: لتسمعه، وما فعلت ذاك رياء ولا سَمْعة، وقال اللحياني: ولا سمعة (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015