قال المهلب: وأما قوله في حديث المغيرة: (إنهم) (?) يقولون: إن معه جبل خبز ونهر ماء، فقال - عليه السلام -: "هو أهون على الله من ذلك". يريد -والله أعلم- أهون على الله من أن يفتن الناس؛ لهلكة معايش أرزاقهم فتعظم بذلك فتنتهم، بل تبقى عليه ذلة العبودية بتحويجه إلى معالجة المعايش، وقد ملكه (ما لا) (?) يضر به إلا من قضي له بالشقاء في أم الكتاب، وإنما يوهم الناس أن هذِه نار يشير إليها؛ (ليخافه) (?) من لا بصيرة له في دين الله فيتبعه مخافة على نفسه، ولو أمعن النظر لرأى أنها ماء بارد، وكذلك لما توهن به وهو ماء (لمن) (?) لا بصيرة له، ولا عنده علم بما قدمه الرسول من العلم لأمته بأن ناره ماء، وماؤه نار، ومن أعطي فتنته ثم جعل له على تلك الفتنة علم بطلانها ومحالها لم تكن فتنة شاملة ولا يفتتن بها [إلا] (?) الأقل لافتضاحها بأول من يلقي فيها، فيجدها بخلاف ما أوهم فيها، ولولا انتقاله من بلد إلى بلد؛ لأمنت تلك الفتنة إلا على الأول لكنه يرد كل يوم بلدة لا يعرف أهلها ما افتضح من أمره في غيرها فيظل (يفتن) (?)، ويعصم الله العلماء منه ومن علم علامة الشارع وثبته الله تعالى، فاستدل بأن من كان ذا عاهة لا يكون إلهًا، فقد بأن أنه أهون على الله من أن يمكنه من المعجزات تمكينًا صحيحًا؛ لأن إقداره على قتل الرجل