ابن مسعود في حديثه: "كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار" (?) فلا أرى لأحد منهم شهادة إذا ظهر فيها غلوه، وميله عن السنة للآثار المتواترة، ألا ترى إلى قول سعد في الخوارج فأولئك قوم زاغوا فأزاغ اللهُ قُلُوبَهُمْ وقال - عليه السلام - فيهم "يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية"، وقال حذيفة: الذين يقولون الإيمان قول بلا عمل فلا حظ لهم في الإسلام، وقال أبو حنيفة: كل من نسب إلى هوى يعرف بالمجانة والفسق فأرده للمجانة التي ظهرت فيه (?).
فصل:
وقول علي - رضي الله عنه -: (فإذا حدثتكم فيما بيني وبينكم فإن الحرب خدعة).
قال ذلك في وقت قتاله للخوارج، معناه: أن المعاريض جائزة على ما جاء عن (عمر) (?) - رضي الله عنه - أنه قال: في المعاريض مندوحة عن الكذب (?)، وليس في هذا جواز إباحة الكذب الذي هو خلاف الحق؛ لأن ذلك منهي عنه في الكتاب والسنة، وإنما رخص في الحرب وغيره في المعاريض فقط؛ لأنه - عليه السلام - قال: "وإياكم والكذب فإنه يهدي إلى الفجور والفجور يهدي إلى النار" (?)، وقد سلف في الصلح في باب ليس بالكاذب الذي يصلح بين الناس (?)، مذاهب العلماء فيما يجوز من الكذب وما لا يجوز، وسلف شيء منه في باب الكذب في