قال: ومنه هذا الحديث، جعله أبو عبيد من (رحت) (?) الشيء أراحه، وكان أبو عمرو يقول: "لم يَرِحْ" من راح الشيء يريحه، والكسائي يقول: "لم يُرَح" يجعله من أرحت الشيء فأنا أريحه، قال: والمعنى واحد، وقال الأصمعي: لا أدري هو من رِحْت أو أَرَحْت (?).
فصل:
جاء هنا: "من مسيرة أربعين عامًا". وقد روي عن شعبة عن الحكم بن عتيبة: سمعت مجاهدًا يحدث عن عبد الله بن عمرو، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من ادعى إلى غير أبيه لم يجد رائحة الجنة، وإن ريحها ليوجد من (قدر) (?) مسيرة سبعين عامًا (?) " (?) وجاء في "الموطأ" (?): "كاسيات عاريات لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها يوجد من مسيرة خمسمائة عام" (?).
ووجه الجمع أنه يحتمل أن يكون الأول أقصى أشد العمر في قول أكثر أهل العلم إذا ابن آدم زاد عمله واستحكمت بصيرته في الخشوع فيه، والتذلل والندم على ما سلف له، فكأنه وجد ريحها الذي يبعثه على الطاعة، وتمكن من قلبه الأفعال الموصلة إلى الجنة، فهذا وجد