وقوله: {قدر فهدى} [الأعلى: 3] أي: الأنعام لمراتعها، قال الفراء: أي قدر خلقه فهدى. قيل: هدى الذكر من البهائم لإتيان الأنثى (?). وقيل: هدى ثم قدر لقوله {سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ} [النحل: 81].

والطاعون: الموت من الوباء، قاله أهل اللغة. وعبارة الداودي: إنه حب ينبت في الأرفاغ. وقد سلف إيضاحه.

فصل:

معنى هذا الباب: أن الله تعالى أعلم عباده أن ما يصيبهم في الدنيا من الشدائد والمحن والضيق، والخصب والجدب، أن ذَلِكَ كله فعل الله تعالى، يفعل من ذَلِكَ ما يشاء لعباده، ويبتليهم بالخير والشر، وذلك كله مكتوب في اللوح المحفوظ، ولا فرق في هذا بين جماعة الأمة من قدري وسني، وإنما اختلفوا في أفعال العباد الواقعة منهم على ما سلف قبل.

وهذِه الآية إنما جاءت فيما أصاب العباد من أفعال الله تعالى، التي اختص باختراعها دون خلقه، ولم يقدرهم على كسبها دون ما أصابوه مكتسبين له مختارين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015