وقوله: (بالحبشية) لعله إنما يريد أنها وافقت العربية، أو عربتها العرب، واستعملتها، وإلا فالقرآن بلسان عربي مبين.
فصل:
موافقة الترجمة للحديث هو قوله - عليه السلام -: "إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا" فأخبر أن الزنا ودواعيه كل ذَلِكَ مكتوب مقدر على العبد غير خارج من سابق قدره.
وقوله: ("أدرك ذَلِكَ لا محالة") إدراكه له من أجل أن الله كتب عليه. وقوله: (أشبه باللمم) يريد قوله تعالى: {إِلَّا اللَّمَمَ} [النجم: 32] فالنظر والنطق من اللمم، واللمم: صغار الذنوب، وهي مغفورة باجتناب الكبائر، وقد سلف ما للعلماء في ذَلِكَ، في باب الكبائر من كتاب الأدب، وذكر عن ابن عباس أنه -أعني: اللمم- أن يتوب من الذنب ولا يعاوده (?) وقاله مجاهد والحسن (?)، وروي عن ابن عباس: كل ما دون الزنا فهو لمم.
وقال ابن مسعود: العينان تزنيان بالنظر، والشفتان تزنيان وزناهما التقبيل، واليدان تزنيان وزناهما اللمس، والرجلان تزنيان وزناهما المشي (?). وقيل: اللمم: الصغائر، وقيل: النظرة (التي تكون) (?) فجأة.
وقيل: في قوله تعالى: {إِلَّا اللَّمَمَ} (إلا) بمعنى: الواو، وأنكره الفراء، وقال: المعنى: إلا التقارب من صغير الذنوب (?).