ذكر البخاري في الباب:
حديث زَيْدٍ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، يعني: ابن مسعود، قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -وَهْوَ الصَّادِقُ المَصْدُوقُ-: "إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ... الحديث.
وحديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه -، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "وَكَّلَ اللهُ بِالرَّحِمِ مَلَكًا فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ نُطْفَةٌ، أَيْ رَبِّ عَلَقَةٌ، أَيْ رَبِّ مُضغَةٌ. فَإِذَا أَرَادَ اللهُ أَن يَقْضِيَ خَلْقَهَا قَالَ: أَي رَبِّ، أذَكَرٌ أَمْ أُتْثَى؟ أَشَقِيٌّ أَمْ سَعِيدٌ؟ فَمَا الرِّزْقُ؟ فَمَا الأَجَلُ؟ فَيُكْتَبُ كَذَلِكَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ).
الشرح:
حديث أنس سلف في الحيض (?)، وحديث ابن مسعود سلف في بدء الخلق (?).
ومعنى وصفه بالصادق: عصمته، لا يقول إلا حقًّا، وبالمصدوق: أن الله صدقه فيما وعده به، وهذا تأكيد. و"العلقة" واحدة العلق، وهو الدم قبل أن (يغيض) (?)، وهو جامد، والمضغة: القطعة الصغيرة من اللحم، سميت بذلك؛ لأنها قدر ما يمضغ.
وقوله: ("فيؤمر بأربع") أي: كلمات، وكذا لم تثبت الهاء في أربع.
وقوله: ("برزقه، وأجله، وشقي أو سعيد"). هذِه ثلاثة؛ لأنه لا تجتمع الشقاوة والسعادة في واحد، وهو قد قال: "أربع". ولعله ذكر جملة ما يؤمر به. لا أن كل شخص يؤمر فيه بهذِه الأربع، وفي رواية أخرى: "رزقه، وأجله، وأثره، وشقي أو سعيد". وهذا أبين من