ثم ساق أحاديث:
أحدها:
حديث شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ وشعبة، عن أبي عوانة، عن سليمان، عن أبي المغيرة، عن أبي وائل، عن عبد الله، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الحَوْضِ، وَلَيُرْفَعَنَّ معي رِجَالٌ مِنْكُمْ ثُمَّ لَيُخْتَلَجُنَّ دُونِي، فَأقولُ: يَا رَبِّ أَصْحَابِي. فَيُقَالُ: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ". تَابَعَهُ عَاصِم عَنْ أَبِي وَائِلٍ. وَقَالَ أبو حَصيْنٌ: عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -.
الفرط والفارط: هو الذي سبق أصحابه إلى الماء ليسقي ويقوى في الحياض، حَتَّى يردوا فيشربوا، وفراط: جمع فارط في شعر الفطامي.
ومعنى "ليختلجن دوني": يعدل بهم عن الحوض، وأصله الجذب والإسراع، وكل شيئين فرق بينهما، فقد تخلج أحدهما عن صاحبه.
وقوله: ("ما أحدثوا بعدك") هو من ارتد بعده من الأعراب. وقوله: (عن أبي وائل، عن عبد الله) ومرة: (عن حذيفة) لا ينكر أن يكون ذَلِكَ عنهما، وهذا يدل أن ذَلِكَ قبل قوله: "فيحد لي حدًا" إلى آخر الحديث.
الحديث الثاني:
حديث ابن عُمَرَ - رضي الله عنهما -، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "أَمَامَكُمْ حَوْض كَمَا بَيْنَ جَرْبَاءَ وَأَذْرُحَ".
هما موضعان. قال ابن التين: وقرأنا "جرباء" بالمد، وفتح الجيم، و"أذرح": غير مصروف؛ لأنه تأنيث البقعة.