وقوله: ("إلا من حبسه القرآن") يعني: أهل الكفر؛ لقوله تعالى: {وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ} [البقرة: 167].
وفي هذا فضل نبينا على سائر الأنبياء والرسل عليهم أفضل الصلاة والسلام، خصوصًا نبينا.
وفيه: تواضع الأنبياء، ومعرفتهم بحق بعضهم بعضًا.
وفيه: أن الأنبياء لم يعلموا اختصاص نبينا بالشفاعة العظمى، ولو علموا ذَلِكَ لردوهم إليه من أول وهلة.
وفيه: أن أهل المحشر (يتصرفون) (?) فيما ينفعهم.
الحديث الثامن عشر:
حديث عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ - رضي الله عنهما -، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "يَخْرُجُ قَوْمٌ مِنَ النَّارِ بِشَفَاعَةِ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - " فَيَدْخُلُونَ الجَنَّةَ، فيُسَمَّوْنَ الجَهَنَمِيِّينَ".
وقد سلف من حديث أنس، لكن زاد في هذا الحديث بالشفاعة، وفي إسناده الحسن بن ذكوان، وهو مكبر من أفراد البخاري.
وقال النسائي في حقه: ليس بالقوي (?).
وأما المصغر فأخرجا له.
والأول أبو سلمة بصري، روى عن أبي رجاء عمران.
والمصغر، هو المعلم العوذي بصري أيضًا.