محض، وإنما هو انتقال من حال إلى حال، يدل على ذَلِكَ أن الشهداء بعد قتلهم وموتهم أحياء عند ربهم يرزقون، وهذِه صفة الحياة في الدنيا، فإذا كان هذا في الشهداء كان ذَلِكَ في الأنبياء أحق وأولى، بل صح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "إن الأرض لا تأكل أجساد الأنبياء" (?). وأنه - عليه السلام - اجتمع بهم ليلة الإسراء في القدس والسماء، خصوصًا بموسى، وأخبرنا - عليه السلام - بما يقتضي أن الله تعالى يرد عليه روحه حَتَّى يرد السلام على كل من سلم عليه (?) إلى غير ذَلِكَ مما يحصل من جملته القطع بأن موت الأنبياء إنما هو راجع إلى أنهم غيبوا عنا بحيث لا ندركهم، وإن كانوا موجودين أحياء وذلك كالحال في الملائكة، فإنهم (موجودين) (?) أحياء، ولا يراهم أحد من نوعنا إلا من خصه الله بكرامته من أوليائه، وإذا تقرر أنهم أحياء فإذا نفخ الصور نفخة الصعق صعق كل من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله، فأما صعق غير الأنبياء فموت، وأما صعق الأنبياء فالأظهر أنه غشي، فإذا نفخ في الصور نفخة البعث، فمن مات حيي، ومن غشي عليه أفاق، ولذلك قال - عليه السلام -: "فأكون أول من يفيق" (?).

قلت: وإذا كان غيرهم ممن عدده الشارع أحياء، فالأنبياء أولى.

فصل:

قد سلف قوله: "فأكون أول من يفيق" وقد سلف أن موتهم غشي، فالآية حاصلة من ذَلِكَ، وقوله: "فلا أدري" إلى آخره: فضيلة عظيمة في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015