ورويناه مرفوعًا من حديث عوف بن مالك الأشجعي (?).

وللدارقطني من حديث أبي هريرة مرفوعًا: "أول شيء ينزع من أمتي علم الفرائض" (?). ولا تعارض لأنها من الأعمال الظاهرة، وما سلف من الأعمال الباطنة.

فصل:

وقوله: ("إنما الناس كالإبل المائة لا تكاد تجد فيها راحلة"). يريد - عليه السلام - أن الناس كثير والمرضي منهم قليل، كما أن المائة من الإبل لا تكاد تصاب فيها الراحلة الواحدة.

وهذا الحديث إنما يراد به القرون المذمومة في آخر الزمان، ولذلك ذكره البخاري هنا، ولم يرد به - عليه السلام - زمن أصحابه وتابعيهم؛ لأنه قد شهد لهم بالفضل، فقال: "خير الفرون قرني" (?). الحديث. فهؤلاء أراد - عليه السلام - بقوله: "الناس كإبل بمائة"؟!

وقال ابن التين: قيل يحتمل أن يريد كل الناس، فلا يكون مؤمن إلا في مائة أو أكثر، أو يريد الصلاح في المسلمين، فيكون الكلام عليهم، والراحلة: الناقة التي تصلح لأن ترحل، وكذلك الرحول، ويقال الراحلة: المركب من الإبل ذكرًا كان أو أنثى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015