قال أبو علي: والحديث محفوظ لحمران بن أبان، عن عثمان من طرق كثيرة لا لأبان (?).

إذا تقرر ذلك؛ فقد نهى الله عباده عن الاغترار بالحياة الدنيا وزخرفها الفاني، وعن الاغترار بالشيطان، وبين لنا عداوته؛ لئلا نلتفت إلى تسويله وتزيينه لنا الشهوات المردية، وحذرنا تعالى طاعته، وأخبر أن أتباعه وحزبه من أصحاب السعير، أي: النار، فحق على المؤمن العاقل أن يحذر ما حذره منه ربه تعالى ونبيه، وأن يكون مشفقًا خائفًا وجلاً، إن واقع ذنبًا أسرع الندم عليه، والتوبة منه، وعزم أن لا يعود لمثله، وإذا أتى حسنة استقلها، واستصغر عمله، ولم يدل بها.

ألا ترى قول عثمان - رضي الله عنه -: "ثم أتى المسجد." إلى آخره؟ وهذا لا يكون (إلا) (?) من قوله - عليه السلام -، ثم أتبع ذلك بقوله: "لا تغتروا"، وأفهمهم عثمان من ذلك: أن المؤمن ينبغي له أن لا يتكل على عمله، ويستشعر الحذر، والإشفاق، ويتجنب الاغترار، وقد قال غير مجاهد في تفسير {الْغَرُورُ}: هو أن يغتر بالله، فيعمل المعصية، ويتمنى المغفرة (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015