وقوله: (خط خططًا صغارًا) (?)، قال ابن التين: رويناه بضم الحاء وكسرها. قال الجوهري: الخط: واحد الخطوط، والخطة: أيضًا من الخطط، كالنقطة من النقط (?).

وقوله: "نهشه" هو بالمعجمة، والمهملة، (قال ابن التين: رويناه بهما) (?)، ومعناه: أخذ الشيء بمقدم الأسنان، وسبقه إليه ابن بطال قال: والنهش: تناول بالفم كالنهس، والحية تنهش إذا عضت، والنهس أيضًا: نثر (?) اللحم، ونهش ينهش من كتاب "العين" (?)، قال: ومثل الشارع أمل ابن آدم وأجله، وأعراض الدنيا التي لا تفارقه بالخطوط، فجعل أجله الخط المحيط، وجعل أمله وأعراضه خارجًا من ذلك الخط، ومعلوم في العقول أن ذلك الخط المحيط به الذي هو أجله، أقرب إليه من الخطوط الخارجة منه.

ألا ترى قوله في حديث أنس: "فبينا هو كذلك إذ جاءه الخط الأقرب"؟ يريد: أجله، وفي هذا تنبيه منه لأمته على تقصير الأمل، واستشعار الأجل خوف تغيبه (?)، ومن غيب عنه أجله فهو حري بتوقعه وانتظاره خشية هجومه عليه في حال غرة وغفلة -ونعوذ بالله من ذلك-، فليرض المؤمن نفسه على استعمال ما نبه عليه، ويجاهد أمله وهواه، كما قال - عليه السلام -في الباب بعد هذا-: "لا يزال قلب الكبير شابًا في حب الدنيا وطول الأمل" (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015