وأما نفس هذِه الأسماء فقد جاءت مفصلة في الترمذي والحاكم (?) وغيرهما، وفي بعض الأسماء خلاف، وقيل: إنها مخفية التعيين كالاسم الأعظم، وليلة القدر، ونظائرهما.
فصل:
واختلفوا في معنى الإحصاء، وفي رواية أخرى (فذكر البخاري) (?) وغيره أنه حفظها (?)، وهو الصحيح عملًا بالرواية الأخرى: "من حفظها" (?) وقيل: معناه: عدها في الدعاء بها، وقيل: أطاقها: أي أحسن المراعاة لها، والمحافظة على ما تقتضيه، وصدق بمعانيها، وقيل: معناه: العمل بها، والطاعة بمعنى كل اسم منها. والإيمان بها لا يقتضي عملًا. وأغرب بعضهم فقال: أراد حفظ القرآن أجمع وتلاوته كله؛ لأنه مستوف لها.
وقال الخطابي: يكون الاحصاء بمعنى العقل والمعرفة، فيكون معناها: من عرفها وعقل معانيها وآمن بها دخل الجنة، مأخوذ من الحصاة: وهو العقل.
قال طرفة بن العبد:
وإن لسان المرء ما لم يكن له ... حصاة على عوراته لدليل
والعرب تقول: فلان ذو حصاة: أي ذو عقل (?).