"الإيمان بضع وسبعون خصلة أكبرها شهادة أن لا إله إلا الله، وأصغرها إماطة الأذى عن الطريق" (?).

فإن قلتَ: فما معنى قوله للذي رفع صوته بها: "ألا أدلك على كذا" وعلمه ذلك، ولا إله إلا الله تغني عن غيرها، وهي المنجية من النار؟

قلتُ: كان - عليه السلام - معلمًا لأمته، وكان لا يراهم على حالة من الخير إلا أحب لهم الزيادة عليها، فأحب للذي رفع صوته بكلمة الإخلاص والتوحيد أن يردفها بالتبرؤ من الحول والقوة لله، وإلقاء القدرة إليه، فيكون قد جمع مع التوحيد الإيمان بالقدر، وقد جاء هذا المعنى في حديث عبد الله بن باباه المكي السالف: فإذا كبر فهي كلمة تملأ ما بين السماوات والأرض، فإذا سبح فهي صلاة الخلائق، التي لم يدع الله أحدًا حتى قرره بالصلاة والتسبيح، وإذا قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، قال: استسلم عبدي (?).

وروي عن سالم بن عبد الله، عن أبي أيوب الأنصاري - رضي الله عنه - أنه - عليه السلام - ليلة أسري به مرَّ على إبراهيم خليل الله، فقال له: "مر أمتك فليكثروا من غراس الجنة، فإن تربتها طيبة وأرضها واسعة". قال له - عليه السلام -: "وما غراس الجنة؟ " قال: "لا حول ولا قوة إلا بالله" (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015