"ليسأل أحدكم ربه حاجاته كلها، حتى يسأله شسع نعله إذا انقطع" (?)؛ ليستشعر العبد الافتقار إلى ربه في كل أمر، وإن دق، ولا يستحي من سؤاله ذلك.
فالتعوذ من المحيا والممات دعاء جامع لمعان كثيرة لا تحصى، وكذلك التعوذ من المأثم والمغرم، روي عن عائشة - رضي الله عنها - أن رجلاً قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما أكثر ما تستعيذ من المأثم والمغرم! فقال - عليه السلام -: "إن الرجل إذا غرم حدث فكذب ووعد فأخلف" (?).
و"ضلع الدين": هو الذي لا يجد دينه من حيث يؤديه، وهو مأخوذ من قول العرب: حمل مضلع -أي: ثقيل- ودابة (مضلع) (?): لا تقوى على الحمل. عن صاحب "العين" (?). فمن كان هكذا فلا محالة أنه يوكد ذلك عليه الكذب في حديثه، والخلف في وعده.
فإن قلت: كيف استعاذ من المغرم، وكيف قال: "إن الله مع الدائن حتى يقضي دينه ما لم يكن فيه ما يكره الله"، فيما رواه جعفر بن محمد، عن أبيه، عن عبد الله بن جعفر، وكان عبد الله بن جعفر يقول: اذهب فخذ لي بدين؛ فإني أكره أن أبيت ليلة إلا والله معي، بعد ما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (?).