لما بذلوا المجهود في قتل أنفسهم، فما أنعم الله على هذِه الأمة نعمة بعد الإسلام، هي أفضل من التوبة.
إن الرجل ليفني عمره، وما أفنى منه في المعاصي والآثام، ثم يندم على ذلك ويقلع عنه فيحطها الله عنه، ويقوم وهو حبيب الله. قال تعالى: {إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [البقرة: 222] وقال - عليه السلام - "التائب من الذنب كمن لا ذنب له" (?).
وقال ابن المبارك: حقيقة التوبة لها ست علامات:
أولها: الندم على ما مضى، الثانية: العزم على ألا يعود، والثالثة: أن (يعمد) (?) إلى كل فرض ضيعه فيؤديه، والرابعة: أن يعمد إلى مظالم العباد فيؤدي إلى كل ذي حق حقه، والخامسة: أن تعمد إلى (البدن) (?) الذي ربيته بالسُحت والحرام فتذيبه بالهموم، والأحزان، حتى يلصق الجلد بالعظم، ثم تنشئ بينهما لحمًا طيبًا، إن هو نشأ. والسادسة: أن تذيق البدن ألم الطاعة كما أذقته لذة المعصية.
وقال ميمون بن مهران عن ابن عباس - رضي الله عنهما - (قال) (?): كم من تائب يرد يوم القيامة يظن أنه تائب وليس بتائب؛ لأنه لم يحكم أبواب