والثاني قول مالك والكوفيين (?)؛ لقوله: "الفطرة خمس" فذكر الختان. والفطرة: السنة؛ لأنه - عليه السلام - جعلها من جملة السنن فأضافها إليها، كذا احتج به ابن القصَّار.
وروي مرفوعًا: "الختان سنة للرجال ومكرمة للنساء" -قلت: هو ضعيف (?) - ولما أسلم سلمان لم يأمره الشارع بالاختتان ولو كان فرضًا لم يترك أمره بذلك، واحتج الشافعي بقوله: {ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا} [النحل: 123] وكان من ملته الختان؛ لأنه ختن نفسه بالقدوم كما سلف.
وقد يقال: أصل الملة: الشريعة والتوحيد.
وقد ثبت أن في ملة إبراهيم (فرائضًا) (?) وسننًا، فيجوز أن يكون الختان من السنن.
والفطرة فطرة الإسلام وهي سننها وهي الفعلة. من قوله تعالى: {فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [فاطر: 1] يعني: خالقهما، وهي علامة لمن دخل في الإسلام، فهي من شعائر المسلمين.