وروى النسائي بإسناد جيد عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: كان - عليه السلام - إذا رأى فاطمة ابنته قد أقبلت رحب بها، ثم قام إليها فقبلها، ثم أخذ بيدها حتى يجلسها في مكانه (?).
وقال ابن التين: قوله: "قوموا إلى سيدكم" هو إجلال له؛ لموضعه من الدين ومن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأمن عليه الفتنة، وقد قام طلحة إلى كعب بن مالك حين تيب عليه (?). فلم ينكره رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وإنما يكره القيام تعظيمًا لأهل الدنيا.
وسئل مالك عن المرأة تبالغ (في بر) (?) زوجها فتلقاه، وتنزع ثيابه، وتفليه وتقف بين يديه حتى يجلس، فقال: أما تلقيها ونزعها فلا بأس، وأما قيامها حتى يجلس فلا، وهذا فعل الجبابرة، وربما يكون الناس ينتظرونه فإذا طلع قاموا إليه، فليس هذا من أمر الإسلام. ويقال: إن عمر بن عبد العزيز فُعل ذلك له أول ما ولي حين خرج إلى الناس فأنكره، وقال: إن تقوموا نقم وإن تقعدوا نقعد، وإنما يقوم الناس لرب العالمين (?).
فصل:
قال الداودي: فيه أيضًا جواز الدعاء بـ (يا سيدي). ومالك يكرهه ويقال: يدعى بما في القرآن ولعله لم يبلغه الحديث، وليس فيه ما يرد قوله بل هو مؤيد لقوله في "جامع المختصر" يقول العبد: يا سيدي قال تعالى: {وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا} [يوسف: 25]، وقال: {وَسَيِّدًا وَحَصُورًا}