وفي مسلم في آخر "صحيحه" من حديث أبي سعيد الخدري: "فليمسك بيده على فيه" (?). وبوب له البخاري ولم يأت فيه بحديث: "فيه"، ولعله فهمه من قوله: "فليرده ما استطاع". فهو من رده، وقد قال: "ضحك منه الشيطان". وفي آخر: "فإن الشيطان يدخل". فإذا كان وضع اليد مانعًا من دخوله ومن ضحكه من جوفه، كان فيه رد لموجب التثاؤب، وكأنه رد التثاؤب نفسه.

فصل:

ومعنى إضافة التثاؤب إلى الشيطان: إضافة رضي وإرادة أنه يحب أن يرى تثاؤب الإنسان؛ لأنها حال المثلبة وتغيير لصورته، فيضحك من جوفه، لا أن الشيطان يفعل التثاؤب في الإنسان؛ لأنه لا خالق للخير والشر غير الله. وفي أبي داود: "إذا تثاءب أحدكم فليمسك بيده على فيه؛ فإن الشيطان يدخل" (?). فكل ما جاء من الإضافة إلى الشيطان فعلى معنى إضافة رضى وإضافة وسوسة.

فائدة: من علامات النبوة عدم التثاؤب، روي عن سلمة بن عبد الملك بن مروان: ما تثاءب نبي قط، ألا وإنها لمن علامات النبوة. (وفي "تاريخ البخاري" مرسلاً: أنه - عليه السلام - كان لا يثأب) (?).

آخر كتاب البر والصلة (?) بحمد الله ومنه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015