وقال الأصمعي في قوله: "تربت يمينك" وتربت يداك: معناه (الاستحباب) (?) كما تقول: انج، ثكلتك أمك. وأنت لا تريد أن تثكل.
وقال أبو عمرو: أصابها التراب ولم يدع بالفقر عليها.
وقال أبو زيد: ترب إذا افتقر، وإنما أراد بهذا أي: في يده التراب.
قال النحاس: أي: ليس يحصل في يده غيره. ويقال: ترب الرجل: إذا افتقر، وأترب إذا استغنى. وقال ابن كيسان: المثل جرى على أنه إن فاتك ما أغريتك به افتقرت إليه يداك. فكأنه قال: تربت يداك إن فاتك. وهذا من الاختصار الذي عرف معناه.
وقال غيره: هي كلمة لا يراد بها الدعاء، وإنما تستعمل في المدح كما قالوا للشاعر إذا أجاد: قاتله الله، لقد أجاد. وكما قالوا: "ويل أُمّه مسعر حرب" (?). وهو يتعجب منه ويمدحه، ولكنه دعا على أمه بالويل، وهو لا يريد الدعاء عليها من غضب، وهذا كلامهم، وهو مثل: تربت يمينك، والأظهر أنها كلمة جرت على ألسنتهم لا يريدون بها الدعاء كما سلف، وأبعد من قال: تربت: استغنت.
قال الداودي: هو خطأ، قال: ومعناه هنا: افتقرت من العلم.
واختلف أهل اللغة أيضًا في تأويل قوله: "عقرى حلقى"، فقال صاحب "العين": يقال للمرأة ذَلِكَ، أي: مشئومة، ويُقَالَ: هو دعاءٌ عليها، يريد: حلقها اللهُ وعقرها (?).