الداهية، وانباقت عليه بائقة شر مثل انباجت و (انفتقت) (?)، وانباق عليهم الدهر: هجم عليهم بالداهية كما يحب الصوت من البوق.

وهذا الحديث شديد الحض على ترك أذى الجار، ألا ترى أنه - عليه السلام - أكد ذلك بقسمه ثلاث مرات أنه لا يؤمن من لا يأمن جاره بوائقه، ومعناه: أنه لا يؤمن الإيمان الكامل، ولا يبلغ أعلى درجاته من كان بهذِه الصفة، فينبغي لكل مؤمن أن يحذر أذى جاره ويرغب أن يكون في أعلى درجات الإيمان وينتهي عما نهاه الله ورسوله عنه، ويرغب فيما رضياه وحضَّا العباد عليه.

وقال أبو حازم المزني: كان أهل الجاهلية أبر بالجار منكم، هذا قائلهم يقول:

ناري ونار الجار واحدة ... وإليه قبلي تُنزل القِدْرُ.

ما ضَرَّ جارًا أن أُجاوره ... أَن لا يَكون لبابه سترُ.

أَعمى إِذا ما جارتي برزت ... حتى يواري جارتي الخدرُ (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015