وفيه: إرداف الإمام والشريف لمن هو دونه وركوبه معه، وذلك من التواضع أيضًا وترك التكبر، وهذا الحديث محله الإرداف، فلو ذكره فيه مع حديث أسامة كان أولى (?)، وستكون لنا عودة إليه في السلام والاستئذان في باب من أجاب بلبيك وسعديك.
وقوله: ("ما حق العباد على الله") يحتمل أن يكون أراد حقًّا شرعيًّا لا واجبًا عقلاً كما ادعته المعتزلة، وكأنه لما وعد به تعالى ووعده الصدق صار حقًّا من هذِه الجهة، وأن يكون خرج مخرج المقابلة للفظ الأول؛ لأنه قال في أوله: (ما حق الله على العباد).
قال (المازري) (?): ولا شك أن لله على عباده حقًّا فأتبع اللفظ الثاني للأول كقوله: {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللهُ} [آل عمران: 54]، وجاء في رواية: فأخبر بها معاذ عند موته تأثمًا.
قال الهروي: تأثم الرجل إذا فعل فعلًا يخرج به الإثم، وكذلك تحنث: ألقى الحنث عن نفسه، وتحرج: ألقى الحرج عن نفسه.
وسلف في أوائل هذا الشرح عدة ألفاظ أخر.
قال (المازري) (?): والأظهر عندي أنه لم يرد في هذا (الحديث) (?) هذا المعنى؛ لأن في سياقه ما يدل على خلافه (?).