وحديثه: "لَا عَدْوى". فَقَامَ أَعْرَابِيٌّ. سلف في الباب قبله.
وحديث أنس - رضي الله عنه -، عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَا عَدْوى، وَلَا طِيَرَةَ، وَيُعْجِبُنِي الفَأْلُ". قَالُوا: وَمَا الفَأَلُ؟ قَالَ: "كَلِمَةٌ طَيِّبَةٌ". وسلف في باب الفأل.
لا جرم أهمل ابن بطال هذا الباب من أصله، قال سحنون: إنما لم يورد الممرض على المصح، خشية أن ينال إبله الداء فيكذب في الحديث فيأثم، وقيل: لما يتأذى به المصح من الرؤية القذرة المنفرة، لا على أن المرض يعدي، قال أبو عبيد: وحمله بعض الناس على خوف الإعداء، وهو من شر ما حمل عليه الحديث؛ لأنه رخص في التطير، وكيف تقول هذا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينهى عن الطيرة ويقول: "لا عدوى" ولكن وجه الحديث عندي أن ينزل بهذِه الصحيحة أمر فيظن المصح سبب ذلك الإعداء (?).
ألا تراه يقول في الحديث: ("فمن أجرب الأول؟ ") وقيل: ربما علق ذلك بالصحيحة فكان ذلك سببًا للمرض بقدر الله تعالى، وقد أسلفنا عن عيسى بن دينار أنه منسوخ بحديث "لا عدوى ولا طيرة" وقال يحيى بن يحيى: سمعت أن تفسيره: أن الرجل يكون به الجذام فلا ينبغي له أن يحل محله الصحيح؛ لأنه يؤذيه، وإن كان لا يعدي فالأنفس تكرهه، وإنما نهى عن ذلك للأذى لا للعدوى، وإني لأكره صاحب الإبل أن يحمل على الصحيح من الماشية إلا أن لا يجد عن ذلك غناء فيرد.