وقال ابن التين: إنها مندوبة، وقد تتأكد في بعض الناس. وقال الداودي: هو فرض يحمله بعض الناس عن بعض.
وقد جاء في عيادة المريض آثار أسلفناها في الجنائز، منها قوله - عليه السلام - "عائد المريض على مخارف الجنة" (?) وروى مالك أنه بلغه عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -، أنه - عليه السلام - قال: "إذا عاد الرجل المريض خاض الرحمة حتى إذا قعد عنده قرَّت فيه" (?).
أسنده ابن معين وابن أبي شيبة، عن هشيم، ثنا عبد الحميد بن جعفر، عن عمر بن الحكم بن ثوبان، عن جابر (?).
فصل:
حديث البراء ظاهر في فضل العيادة للمريض وهو على عمومه في الرجل الصالح وغيره، وفي المسلم وغيره، وقد عاد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كافرًا، كما سلف في الجنائز ويأتي (?)، وعاد عمَّه أبا طالب (?).
وكرهها بعض أهل العلم -أعني: عيادة الكافر- لما فيها من الكرامة وقد أمرنا أن لا نبدأهم بالسلام، فالعيادة أولى.
قلت: ولا بأس بها إذا رجا إسلامه كما وقع له - عليه السلام -.