يتجرع في شربه نار، فيكون إعراب نار بالنصب مثل قوله: {إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا} [النساء: 10].
وقال الداودي: معنى يجرجر: ينحدر أي: يتجرع نار جهنم.
وقوله: ("يجرجر في بطنه نار جهنم") محمول عند أهل السُّنَّة على أن الله تعالى في الخيار لمن أراد أن ينفذ عليه الوعيد.
فصل:
ولنذكر نبذة عن شرح حديث البراء، وإن كان سلف غير مرة.
قوله: (نهانا عن الحرير والديباج) ذكر الديباج بعد الحرير من باب: ذكر الخاص بعد العام، وهو فارسي معرب وجمعه ديابج -وإن شئت ديابيج- على أن تجعل أصله مشددًا، كدنانير أصله دنار فكذا هذا أصله دباج، وذلك رده إلى أصله في التصغير.
والجنازة: بكسر الجيم وفتحها واحدة الجنائز، وقال ابن الأعرابي: بالكسر السرير، وبالفتح الميت والمعروف عكسه.
وقال الجوهري: العامة تقول: الجنازة بالفتح والمعنى للميت على السرير وإلَّا فهو نعش وسرير (?).
والتشميت بالمعجمة والمهملة.
قال ابن مزين: لا يجوز أن يشمته واحد من جماعة بخلاف رد السلام.
وقال أبو عبيد: هو كرد السلام ويجزئ. ومعناه إذا قال له: يرحمك الله، قيل معناه بالمعجمة: سأل الله أن يجمع شمله، وقيل معناه: بالمهملة أي: دعوت له بالهدى والاستقامة على سمت الطريق.